من شرفة الحنين ينبلج نور القمر قائدا لموكبة الليل التي تختال زاهية بثوبها الأسود اللامع بضوء النجوم العذارى
لتهب رياح دافئة بعد نهار اشتدت عاطفته حرارة ووهجا ..
هنا تورق حروف كلماتي من نهر وجداني الذي تدفق من حقول الذكريات ..
لأطير على أجنحة الخيال .. وأسافر إلى عالم سرمدي شديد الجمال ..
أرسم لنفسي صورة زاهية في هذا اللقاء الحافل بيني وبين ذكرياتي التي فاح عبق تفاصيلها في أشجاني
لأقف امام مرايا الليل أتذكر مسامرة القمر وهتاف النجم .. في أرض نبتت زهورا من الحب الأزلي ..
مساحات كثيرة نعيشها في الحياة ... يكون للعمر امتدادهـ في أجمل محطاتها .. وأصدق ساعاتها
وهناك يتسرب من ثقب الأيام مزيج من عطر الأمسيات ، فيسطر الشعر بلا كلمات ، ويزداد الليل ابتهاجا واشتعالا
عيون ساهرة على ضوء القمر تناجي حبيبا صادقا أزليا لا يفارق من أحب .
ويكون لليل سطوته في عالم العشاق ، فيتوهـ الحرف على الشفاهـ ، وتتبعثر الكلمات ، وينبثق الشعر بلا أوزان
ويتغلغل الدفء إلى الأعماق ..
وفجاءة تعصف بي دائرة الحياة القاسية وتحول روضة الذكريات إلى ظلام دامس مازال حائرا في سراديب الغد المجهول
فتنهمر الدموع لتطفيء وهج الذكريات .. ويفوح شذى الرحيل لتبثق الأشواق ويزداد الآنين .. وهكذا كل شيء يمضي ويروح
وتبقى في النفس لوعة وشوق وشيء ربما يكون .... من الحنين